ثمن الحمار
ضاع حمار جحا فأقسم ليبعنه إن وجده بدينار واحد ثم وجده وندم على حلفه ولم يشأ أن يحنث على قسمه.. فاحتال عليه ليبر باليمين ويحفظ على نفسه الحمار وعرض الحمار في السوق وقد ربط إلى عنقه حذاء قديم فجعل ينادي عليه (الحمار بدينار والحذاء بعشرة دنانير ولا يباعان منفصلان)!
الخطيب البليغ
صعدت يوماً كرسي الوعظ في أحد مساجد بلدتنا واجتمع الناس وانتظروا ما سأقوله ، فجلست طويلاً ولم يخطر ببالي شئ وانتظر الناس طويلاً، وأخيراً التفت لهم وقلت: يا عباد الله تعرفون أني غير عاجز عن الكلام وقد أردت أن أحدثكم فلم يخطر ببالي شئ.
فقال أحد الحاضرين : إذا كان لم يخطر ببالك شئ فهل لم يخطر ببالك أن تنزل عن الكرسي.
حساب الشركاء
أراد جحا بيع نصف دار له فسأله الدلال لماذا تعجل فالآن ليس وقت ذلك فقال له جحا أنا ما أحببت المال المشترك طول عمري ولي عشر سنوات حتى اقنعت شريكي ببيع حصته لي فطالما هو راضٍ ببيع ذلك فأنا سأبيع النصف الذي لي واشتري النصف الذي له واتخلص من مضادة الشركاء.
تواضع الأوليـاء
ادعيت يوماً أني من الشيوخ الأولياء فقيل لي : من أين نعرف أنك ولي؟ فقلت: إني ادعو الحجر فيأتيني وادعو الشجرة فتمشي الي.
فقالوا : مادام الأمر كذلك فادع لنا هذه الشجرة التي أمامنا فقلت متظاهراً بمحادثتي الشجرة: تعالى يامباركة فلم تتحرك الشجرة ولا ورقة منها فتقدمت إليها فقالوا ما هذا؟ ألم تقل أنها ستأتي إليك فقلت: لا كبرياء عند الأولياء فإذا لم يمش الشجر يمشي الولي.
لن أغير كلمتي
سئلت يوماً : كم عمرك ؟ فقلت : أربعون سنة. وبعد مضي عشر سنوات سئلت: كم عمرك؟ فقلت: أربعون سنة. فقالوا: منذ عشر سنين سألناك فقلت أربعون سنة والآن تقول كذلك فأجبتهم: الرجل الحر لا يحيد عن كلامه فالله واحد والقول واحد ولو سألتموني بعد عشرين سنة فهذا جوابي أيضاً.
أسمعوه ساعياً !
ولدت امرأة بعد ثلاثة شهور من زواجها فاجتمع النساء وقلن ما نسمي المولود؟ وقررن أن يراجعن جحا وعندما راجعنه قال: سموه "ساعياً" فقلت له لم نسمع بهذا الاسم فأجابهن: من يقطع مسافة تسعة أشهر في ثلاثة لابد أن يسمي ساعياً.. وإلا فأي اسم يليق به.
أين القبلة ؟
سألني أحد تلاميذي : أفتني يا شيخي ، إذا ذهبت إلى البحيرة وأردت الاستحمام فهل استقبل القبلة أم استدبرها؟ فقلت له: يا ولدي إذا استحممت في البحيرة فلا تستقبل القبلة أو تستدبرها ولكن عليك أن توجه وجهك إلى ملابسك التي تركتها على شاطئ البحيرة وإلا سرقها اللصوص.
سكران دون أن يدري !
سمع جحا أن الحشيش يسكر فأهمه ذلك واشترى قدراً منه من عند العطار واستعـمله ، ثم ذهب إلى الحمام وعندما كان يغتسل خطر في باله أنهم يقولون أن الحشيش يسكر وأنه يخل بالعقل فقال:
كل ذلك كلام بكلام وما قصدهم إلا السخرية والمزاح أو أن العطار غشني فليتني أذهب إليه وأسأله محققاً ذلك عن ذلك وفي الحال خرج من الحمام عارياً مصادفة أصحابه فسألوه: ما هذا الحال ياجحا فحدثهم بما فعل وقال: لاشك بأن العطار غشني لأن حشيشه غير مسكر.
سؤال فلسفي
كنت أعظ في مسجد القرية ذات يوم فسألني سائل: إذا أصبح الصبح خرج الناس من بيوتهم إلى جهات شتى فلم لا يذهب إلى الجهة واحـدة . فقلت له : تلك حكمة الله، إنما يذهب الناس إلى كل جهة حتى تحفظ الأرض توازنها أما لو ذهبوا إلى جهة واحدة فسيختل توازن الأرض وتسقـط.
لا تريني وجهك
وأريه من تشاءين
تزوج جحا بامرأة قبيحة المنظر ، ففي الصباح أراد جحا الانصراف فتقدمت إليه برشاقة ودلال قائلة: أرجو أن تخبرني إلى أي أقربائك من الرجال أرى وجهي ومن منهم لا تريد أن يراني.
فقال لها فوراً : لا تريني وجهك وأريه من تشاءين.
هدية ناقصة !
كنت قد وعدت صديقي الحاكم أن أذيقه أوزة من طهي زوجتي وقدرت أن أفي بوعدي فأوصيت زوجتي أن تعد أكبر اوزة عندنا أن تحسن طهيها وتحميرها لعل الحاكم يجود علينا بمنحة من منحه الكثيرة.
وبعد أن انتهت زوجتي من إعداد الاوزة جملتها إلى قصر الحاكم، وفي طريقي راودتني نفسي وأكلت أحد فخذي الاوزة وعندما وصلت إلى القصر وقدمتها بين يدي الحاكم قال لي مغتاظاً:
ما هذا يا رجل؟ أين رجل الاوزة ؟
فقلت له : كل الاوز في بلدتنا برجل واحدة وان لم تصدقني فتعال وانظر من نافذة القصر إلى الاوز الذي على شاطئ البحيرة فنظر فإذا سرب من الاوز قائم على رجل واحدة كعادة الاوز في وقت الراحة فأرسل أحد الجنود إلى سرب الاوز وهو يحمل العصا ففزع الاوز وجرى إلى الماء على رجليه.
فقال الحاكم : ما قولك الآن ؟
فقلت : لو هجم أحد على إنسان بهذه العصا لجرى على أربع.. فما بالك بالاوز؟
فأحضروني إلى القاضي ، فقال لي : من أين أتيت بهذه الجبة؟
فقلت : ذهبت للنزهة أمس فوجدت رجلاً ذا عمامة سكراناً مستلقياً على الأرض فأخذت جبته وعمامته ولبستهما، ويمكنني أن أثبت ذلك بشهود وأريكم من هو ذلك الشخص.
فقال القاضي : مادام الأمر كذلك ، فالبس الجبة والعمامة كما شئت وليعاقب الله ذلك السكير.