www.ourlife.gid3an.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.ourlife.gid3an.com

منتدي حياتنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمبراطورية: منطق القوة الباطشة 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kareem
Admin
kareem


المساهمات : 84
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
الموقع : https://ourlife.gid3an.com/

الإمبراطورية: منطق القوة الباطشة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الإمبراطورية: منطق القوة الباطشة 3   الإمبراطورية: منطق القوة الباطشة 3 Icon_minitimeالأحد سبتمبر 14, 2008 9:17 am

وفي ظل الوضع الراهن على الساحة الدولية فإن كون عنصر التهديد الذي يمثل المحرك الأساسي للتوسع الإمبراطوري غير محدد المكان والأسلحة، كما هو الحال مع الإرهاب الدولي، فإن هذا يغري القوة الكبرى بالقيام بقدر أكبر من التوسع بحجة لزوم القضاء على مصدر الخطر بشكل جذري، وهو التخوف الذي يثيره ستانلي هوفمان في مقاله "إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي والانهيار الأمريكي" المنشورة في مجلة "بروسبكت" الأمريكية مؤخرًا.

ثالثًا: إشكالية الحفاظ على الاستقرار الدولي:
يشير ماير إلى أن ثمة عنصرين رئيسيين يحكمان محافظة الإمبراطوريات على وجودها، وهما عنصرا "القوة والمكانة"، وإذا كان العنصر الأول يتمثل في القوة العسكرية فإن العنصر الثاني يتضمن أبعادًا أخرى للسيطرة وهي تلك المتمثلة في النفوذ الدبلوماسي والثقافي الذي تمارسه الإمبراطورية على الأطراف الأخرى في النظام الدولي، وكذا مدى قدرتها على الحفاظ على قدر من الاستقرار الدولي، أو ما يسميه ماير بـ "الخدمات العامة" التي تقدمها الإمبراطورية لرعاياها والمتمثلة في وضع حد للحروب الإثنية والدينية والقضاء على عوامل عدم الاستقرار الموجودة في أطرافها المترامية.

ولكننا إذا ما نظرنا إلى السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر على وجه الخصوص، فسنجد أنها تؤدي في الواقع إلى تكريس عدم الاستقرار الدولي وذلك على مستويين رئيسيين:

* المستوى الأول: يتعلق بتبنيها لسياسة الحرب الاستباقية، وهي بذلك تقوم بخلق قواعد دولية جديدة يمكن استخدامها من جانب فواعل دوليين آخرين بذات المنطق الذي استخدمته الإدارة الأمريكية، وهو ما حدث بالفعل في الحالة الإسرائيلية على سبيل المثال. ومن ناحية أخرى فإن مبدأ الضربات الاستباقية يزيد من حالة التحفز الدولي خشية إيقاع ذات السياسة على فواعل دوليين آخرين إذا ما ثبت خرقهم "للميثاق الإمبراطوري الجديد"؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى محاولات تحقيق هؤلاء الأمن لأنفسهم من خلال الحصول على قدر أكبر من الحماية العسكرية، من خلال أسلحة الدمار الشامل على سبيل المثال.

* المستوى الثاني: يتعلق بالإشكاليات الأمنية التي يسببها التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية للدول الأخرى، والتي كثيرًا ما تُحدث ردود أفعال بشكل غير متسق يقوم على عشوائية المقاومة، ومن ثم فإنه يتسبب في زيادة حدة العداء للولايات المتحدة، مع الوضع في الاعتبار الأشكال غير المألوفة أو المتوقعة التي اتخذتها هذه المقاومة والتي تجلت بشكل كبير في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فعلى العكس من حركات المقاومة التي واجهتها الإمبراطوريات الغابرة والتي لم تسفر في مجملها عن وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوفها، فإن الأشكال الحالية للمقاومة تنذر بكونها شديدة الوطأة وفادحة الخسائر خاصة فيما يتعلق بحجم الخسائر التي قد تسببها في الصفوف الأمريكية، المدنية والعسكرية على حد سواء.

رابعًا: إشكالية الاستعداد النفسي:
يثير ماكس بوت Boot المحلل السياسي الأمريكي في مقالته "نحو إمبراطورية أمريكية" المنشورة في مجلة Weekly Standard المحافظة إلى أن الجندي الأمريكي لم يعد على استعداد للتضحية بنفسه في سبيل الدفاع عن الإمبراطورية الأمريكية بنفس درجة نظرائه البريطانيين مثلاً في القرن التاسع عشر، وأنه لن يكون له قبل بالأعباء الإمبراطورية الأمريكية. وهنا تثور مشكلة تعبئة الشعب الأمريكي، لا سيما الجنود الأمريكيين الذين تعودوا على نمط التدخل الرخيص Intervening on the cheap وعلى الحروب التي تتم إدارتها "عن بعد" بأقل خسائر في الصفوف الأمريكية.

ومن جهة أخرى، فإن الاستعداد النفسي لا يقتصر على الخسائر المادية التي قد تحيق بالكيان الإمبراطوري أثناء قيامه بمهامه، ولكنها أيضًا تتعلق بتحمل التكاليف التي ستستتبعها إعادة الترتيب للنظام الدولي بشكل يتماشى مع تحقيق المصالح الإمبراطورية، وهو أمر مشكوك به فيما يتعلق باستعداد الشعب الأمريكي لتحمل مثل هذه التكاليف؛ "فالشعوب الديموقراطية لا تتمتع بالصبر" كما يشير مايكل إجناتييف Ignatieff، الأستاذ بجامعة هارفارد.

وعلى العكس من ذلك تهدف القوة الإمبراطورية الأمريكية للقيام بالأعمال العسكرية المتعلقة بـ "إعادة النظام"، ومن ثم الانسحاب وإلقاء عبء إعادة البناء على ما يسميه إجناتييف بـ"الأوربيون الإنسانيون" European Humanitarians. فهي إمبراطورية تتسم بكونها "إمبراطورية متعجلة"، أو Imperialism in a hurry، وإن كانت تتشابه مع نظيرتها الأوربية في بقاء السلطة الحقيقية على المناطق التي تقوم بالتوسع بها -من كوسوفو والبوسنة، إلى أفغانستان والعراق- في المركز في واشنطن.

تفكيك مفهوم الإمبراطورية: رؤية جديدة

سعينا خلال العرض السابق إلى التعرض إلى مفهوم الإمبراطورية كما ورد في نظريات العلاقات الدولية، ومدى انطباقه على المشهد الدولي الراهن في ظل مقومات صعود وسقوط الإمبراطوريات التي جاءت بها النظريات التاريخية الراصدة لحركة التغير في نمط النظام الدولي والقوى الكبرى على مر العصور وحتى الواقع الراهن.

إلا أننا نود في النهاية أن نعرض بشكل مختصر إلى الرؤية الجديدة لهذا المفهوم التي قدمها عالم السياسة الإيطالي أنتوني نجري Negri وأستاذ الأدب الأمريكي مايكل هاردت Hardt في كتابهما المعنون "إمبراطورية" والصادر عام 2000.

ويتسم مفهوم الإمبراطورية في الحالة الراهنة للنظام الدولي في رأيهما بأربع خصائص رئيسية هي:

1- أن الإمبراطورية كيان بلا حدود، يقوم على نظام يضم كافة أنحاء أرجاء العالمEntire Spatial Totality، بعبارة أخرى فإنه ينطوي على جميع رقعة العالم الجغرافية ولا تحده حدود من أي نوع.

2- هذا المفهوم لـ "الإمبراطورية" لا يقدم نفسه باعتباره إعادة إحياء لمفهوم الإمبراطورية التاريخي، ولكن على أساس من كونه نظامًا أو Order صالحًا لكل مراحل التطور التاريخي. من هذا المنطلق، فإن الإمبراطورية بهذا المفهوم لا تمثل مرحلة انتقالية في تاريخ البشرية، ولكنها تمثل نظامًا لاتاريخيًّا، أي لا تحده قيود زمنية أو تاريخية أو قياسية من أي نوع.

3- "الإمبراطورية" الجديدة تؤسس حكمًا يقوم بإدارة كافة مناحي النظام الاجتماعي الإنساني، حيث لا تقتصر مهام الإمبراطورية على إدارة المناطق واقتصاديات الشعوب المختلفة فحسب، ولكنها تسعى إلى "خلق" العالم الذي تحكمه من خلال تنظيمها للتفاعلات الإنسانية التي تحدث بين أعضاء الجماعة الإنسانية المكونة لها.

4- على الرغم من كون ممارسات الإمبراطورية "مضرجة بالدماء" فإن مفهوم الإمبراطورية هو مفهوم سلامي أولاً وأخيراً، هدفه الهيمنة وليس الصدام (وإن كانت الهيمنة منطقياً تستدعي المقاومة والصدام)، ويتمثل الهدف الحقيقي للإمبراطورية في خلق حالة من السلام العالمي والدائم وكأنه لا تاريخي، أي وكأنه كائن خارج نطاق الزمن والتاريخ بالأساس.

ومن هذا المنطلق فإنه لا الولايات المتحدة، ولا أي دولة أخرى، يمكنها أن تمثل في رأيهما مركزًا للمشروع الإمبراطوري بهذا المفهوم؛ فالإمبراطورية كما يعرفها نيجري وهاردت تختلف بشكل أساسي عن المشروع الإمبريالي الاستعماري من حيث إنها لا تستند على حدود مرسومة ومحددة، ولا تتمحور حول مركز معين. بل هي عملية لا مركزية تقوم على عملية إعادة تعريف مستمرة لحدودها، وعلى احتواء وإدارة للهويات المتعددة التي تكمن تحت مظلتها دونما قمع أو طمس لإحداها؛ وذلك من خلال القوة القائمة على إقامة شبكات تحكم Networks of Command حول العالم أجمع، والمتمثلة إلى حد كبير في عملية العولمة. وبذا، فإن عملية التحول إلى "الإمبراطورية" التي تمر بها الإنسانية الآن تنطوي على احتمالات جديدة لإطلاق العنان للقوى التحررية من خلال عمليات العولمة البديلة ومناهضة الهيمنة المتضمنة والكامنة في هذه المرحلة الانتقالية.

ومن ثم، فإن واجبنا السياسي كمجتمع إنساني يتمثل في سعينا لإعادة تنظيم العولمة وإعادة توجيهها بما يكفل تحقيق النظام العالمي الذي يصبو إليه الـعامة والغالبية؛ فالقوى الخلاقة للناس تستطيع إنشاء "إمبراطورية موازنة/مقابلة" أو Counter - Empire والتي يمكن من خلالها خلق شبكات منظمة سياسية بديلة للتحكم في التدفقات والتبادلات الدولية. إنه يتعين على جماهير الشعوب والتجمعات الأهلية والمدنية أن تبتكر أشكالاً ديموقراطية جديدة تستطيع أن تنقل البشرية إلى "ما بعد الإمبراطورية" في يوم ما.

وفي حوار مع نيجري -أحد مؤلفي كتاب "إمبراطورية"- بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تحدث عن الأحداث باعتبارها أدت إلى حالة أرجحة وتهدئة إيقاع حركة "السيادة الإمبراطورية" التي كانت آخذة في الانتشار في أنحاء النظام الدولي منذ نهاية الحرب الباردة (والمقصود بحركة السيادة الإمبراطورية أو Imperial Sovereignty التوسع الذي شهدته التبادلات الرأسمالية الدولية منذ انتهاء الحرب الباردة).

وعلى الرغم من كون هذه الهجمات كانت قد جاءت من خارج نطاق حركة "السيادة الإمبراطورية" هذه، أن كلا الطرفين، بوش وبن لادن يعدان عدوين للغالبية The Multitude في هذا السياق، فالإرهاب الدولي يمثل الوجه الآخر لعملة "الإمبراطورية" والعامة تعمل على تخطي هذين المفهومين لإقامة كيان جديد أو منظومة جديدة من خلال إنشاء "إمبراطورية موازية" لتنظيم تدفقات الثروة والقوة والثقافة بشكل مختلف وأكثر ديموقراطية.


البحث من اعداد الدكتورة / ياسمين سسامي ضيف الله
** قسم العلوم سياسية جامعة القاهرة **
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ourlife.gid3an.com/
 
الإمبراطورية: منطق القوة الباطشة 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.ourlife.gid3an.com :: منتديات حياتنا :: المنتدي الثقافي-
انتقل الى: